الجماع هو العملية الجنسية التي تحدث بين الرجل والمرأة، وهو غريزة طبيعية لدى الإنسان تهدف إلى التكاثر والحفاظ على استمرار النوع البشري. تبدأ هذه الغريزة في الظهور مع وصول الإنسان لسن البلوغ، حيث تنشط الرغبة الجنسية نتيجة تغيرات هرمونية. هناك آراء متعددة من الأطباء حول عدد مرات الجماع المناسب بين الزوجين، وهو ما سنتناوله من خلال عرض نتائج الدراسات الحديثة التي حاولت تقديم تقدير علمي لمعدل ممارسة العلاقة الحميمة.
كم هى عدد المرات الطبيعية للجماع في اليوم والأسبوع والشهر؟ حتى تتجنب الأضرار
لا يمكن تحديد رقم ثابت لمعدل الجماع بين الزوجين، فهو يعتمد على عوامل عديدة منها الحالة النفسية والعاطفية لكلا الطرفين. الدراسات تشير إلى أن العوامل المؤثرة تشمل طبيعة العلاقة الزوجية، وعمر الزوج، حيث تقل القدرة الجنسية مع التقدم بالعمر نتيجة تغيرات هرمونية كتراجع هرمون التستوستيرون. ومع ذلك، تلعب الأجواء الرومانسية دورًا كبيرًا في تعزيز الرغبة الجنسية وقد تزيد من معدل الجماع. وفق إحدى الدراسات، يُقدر أن معدل الجماع الطبيعي بين الأزواج يتراوح بين ثلاث إلى أربع مرات أسبوعيًا لدى الرجال دون الثلاثين من العمر، بينما يتوقع أن ينخفض هذا المعدل إلى مرتين أسبوعيًا بعد الأربعين. كما أشارت الدراسات إلى أن الأزواج الذين يحافظون على ممارسة الجماع بانتظام - ولو مرة واحدة على الأقل في الأسبوع - يعبرون عن رضا وسعادة أكبر في حياتهم الزوجية.
أما من الناحية الطبية، فقد أجمعت الأبحاث الحديثة على الفوائد العديدة للجماع بين الزوجين. من أبرز هذه الفوائد تحسين الحالة الصحية والنفسية، علاج نزلات البرد عبر تعزيز المناعة، تقوية حاسة الشم، تحسين صحة القلب، والوقاية من بعض أنواع السرطان مثل سرطان البروستاتا. كما أن العلاقة الحميمة تزيد من إفراز هرمون الأوكسيتوسين المعروف بهرمون الحب، الذي يلعب دورًا هامًا في بناء الثقة والتواصل العاطفي بين الزوجين، مع تأثير يظهر غالبًا أكثر قوة لدى النساء لجاذبيتهن الطبيعية نحو الرومانسية.
الجماع أيضًا له تأثير إيجابي على الصحة العقلية، حيث يمكنه المساعدة في تحسين المزاج والتقليل من حالات الاكتئاب. إحدى الدراسات طويلة الأمد التي أجراها الطبيب النفسي ديفيد ويكس على عينة تضم أكثر من 3500 شخص تراوحت أعمارهم بين 18 و102 سنة، أظهرت أن الأشخاص الذين يمارسون الجماع بانتظام يكونون أكثر سعادة ويبدون أصغر سنًا. وفي دراسة أخرى أجريت في جامعة نوتنغهام البريطانية، وجد أن الرجال الذين يمارسون الجنس بانتظام في سن الخمسين والستين يتمتعون بصحة جيدة وتنخفض لديهم مخاطر الإصابة بسرطان البروستاتا. ومع ذلك، أشارت الأبحاث إلى ضرورة مراعاة الاعتدال في الممارسة لتجنب التأثيرات العكسية التي قد تضر بالصحة.
وفي دراسة من فنلندا شملت ألف رجل بين أعمار 55 و75 عامًا على مدى خمس سنوات، تبين أن الرجال الذين يمارسون الجماع أقل من مرة أسبوعيًا كانوا أكثر عرضة لمشاكل الانتصاب. وأوضح الخبراء أن النشاط الجنسي يسهم في تعزيز اللياقة البدنية بما يعادل المشي لمسافة ميل.
أما عن نظرة الإسلام إلى العلاقة الجنسية، فهي تنبع من كونه دينًا يدعو إلى التنظيم والوضوح في شتى أمور الحياة. وضح الإسلام آداب الجماع بين الزوجين ووضع ضوابط تؤكد ضرورة التعامل مع الزوجة بالمودة والرحمة وألا تكون العلاقة مجرد وسيلة للمتعة العابرة. نقل عن الرسول ﷺ قوله: اجعلوا بينكم وبينهنّ رسولاً، قيل: وما الرسول؟ قال: القُبلة، في إشارة إلى أهمية التمهيد قبل العلاقة لتحقيق الانسجام والتفاهم.
شاهد مواضيع مميزة قد تهمك ايضا
الإسلام يؤكد أيضًا فوائد الزواج وأهدافه النبيلة مثل حفظ النسل، تحصين النفس من الوقوع في الخطايا، تحقيق السكينة والطمأنينة للزوجين، ونوال البركة في الحياة والرزق. يقول الرسول ﷺ: الدنيا كلها متاع وخير متاع الدنيا المرأة الصالحة. ومن هذا المنطلق تدعو التعاليم الإسلامية إلى بناء علاقة زوجية قائمة على الاحترام والتفاهم لتعزيز التواصل والسعادة بين الشريكين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق